التامك يكشف أوضاع نزيلات سجون المملكة وحياة أطفالهن

احتضنت الدار البيضاء اليوم الثلاثاء أشغال أول لقاء وطني لتسليط الضوء على واقع مقاربة النوع داخل المؤسسات السجنية، وكذا استشراف السبل الكفيلة لتعزيز هذا الخيار الاستراتيجي الذي تبنته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج.
وفي كلمة بالمناسبة ،أبرز المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الادماج ، محمد صالح التامك ،أن هذا الملتقى يندرج ، بالإضافة إلى برامج تأهيلية إدماجيه أخرى، ضمن مقاربة مندمجة أعدتها المندوبية العامة تروم تهيئ نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية بجميع فئاتهم للإدماج بعد الإفراج من خلال تثمين قدراتهم المكتسبة وتمكينهم من مهارات نوعية تساعدهم على التفاعل بشكل إيجابي مع مستجدات الحياة اليومية.
وأضاف أنه تماشيا مع السياسة الحكومية الرامية إلى إحلال المرأة المكانة التي تستحقها في المجتمع، أولت المندوبية العامة أهمية خاصة للنزيلات ضمن مخططها الاستراتيجي من خلال المحور المتعلق بالنوع والهشاشة، حيث راعت في برامجها وضعية النزيلة باعتبارها تندرج في إطار الفئات الهشة التي تستلزم عناية خاصة ترتكز على رؤية مختلفة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بها كامرأة أولا ووضعيتها رهن الاعتقال ثانيا، مما يستدعي اعتماد برامج نوعية تعد بما يكفي من الاحترافية والتخصص، سواء تعلق الأمر بالدعم النفسي والاجتماعي أو بالتهيئ لإعادة الإدماج.
و سجل التامك أنه بالرغم من كون نسبة النزيلات من مجموع الساكنة السجنية لا تتجاوز 2,4 في المائة ، فقد عملت المندوبية العامة على وضع برامج نوعية تراعي خصوصية المرأة النزيلة وتنهل من باقي البرامج التي يستفيد منها باقي النزلاء، من قبيل البرنامج الوطني للمسابقات الثقافية والرياضية والدينية الذي عرف خلال هذه السنة مشاركة أزيد من 5 آلاف نزيلة، و برنامج الجامعة في السجون ، الذي عرفت دوراته الخمسة السابقة مشاركة وازنة للنزيلات المتابعات لدراستهن بالتعليم العالي ،واللواتي أظهرن عن علو كعبهن في الحوار والنقاش إلى جانب نظرائهن من الطلبة الذكور.
وأشار إلى أن من بين التدابير التي أقدمت عليها المندوبية العامة أيضا إحداث دارين للأمهات المعتقلات بكل من السجن المحلي عين السبع 2 بالدارالبيضاء و السجن المحلي الأوداية بمراكش ، روعي في تصميمهما المصلحة الفضلى للأم والطفل حيث تشملان على كافة المرافق الكفيلة بتأمين السلامة والصحة سواء بالنسبة للنزيلات الحوامل أو المرفقات لأطفالهن.
وبعد أن ذكر بأن مقاربة النوع ظلت حاضرة ضمن برامج المندوبية العامة واستراتيجيتها، كشف السيد التامك أن المندوبية عملت على إعداد دراسة علمية هذه السنة حول وضعية المرأة داخل المؤسسات السجنية، وذلك من أجل إجراء تشخيص موضوعي حول راهنية منظور النوع بالمنظومة السجنية بالمغرب ،اتضح بناء على نتائجها وخلاصاتها ضرورة وضع وبلورة المحاور الاستراتيجية للإدماج الأفقي لمقاربة النوع الاجتماعي داخل المؤسسات السجنية، ووضع خطة عمل لمواكبة تعزيز الإنصاف بين الجنسين بغاية مأسسة مقاربة النوع ضمن التدبير الإداري للمندوبية العامة على جميع المستويات ،و تعزيز قدرات الموظفات والنزيلات ،و عطاء الأولوية للمقاربة المبنية على حقوق الإنسان من خلال الحد من جميع أنواع العنف التي تمس النزيلات وأطفالهن والموظفات.
و شهد هذا اللقاء ،الذي تنظمه المندوبية العامة ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية والمجلس الوطني لحقوق الانسان ومنظمة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة، تحت شعار “المرأة السجينة والتنمية المســتدامة: الواقـــع والآفاق”، حضور أزيد من 200 نزيلة بمختلف المؤسسات السجنية عبر المملكة.