لأول مرة في تاريخها..الجزائر تقرر إلغاء استيراد مشتقات النفط

قال الرئيس المدير العام للمجمّع النفطي الجزائري “سوناطراك”، عبد المومن ولد قدور، الثلاثاء، إن توقّف الجزائر عن استيراد المنتجات النفطية المكررة الموجهة لتلبية الاحتياجات الوطنية “سيكون هدفا قابلا للتجسيد في سنة 2019 بفضل إنتاج المصافي المختلفة التابعة لسوناطراك”.
وأفاد المسؤول عن أكبر شركة نفطية في البلاد، في تصريحات صحافية، بأن المصافي العديدة، سيما مصفاة أوغوستا التي اشتراها المُجمّع مؤخرا من إيطاليا، والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية السنوية 10 ملايين طن، ستسمح بزيادة الإنتاج الإجمالي لمصافي سوناطراك.
هذا يعني وفق ولد قدور التوقف عن استيراد المنتجات المكررة التي بلغت قيمتها خلال السنوات العشر الأخيرة نحو 25 مليار دولار.
وهذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها الجزائر التخلي عن استيراد مشتقات النفط من بنزين وزيوت ومواد أخرى منذ استقلالها.
“نهاية 2019”
يستبعد الخبير الاقتصادي الدولي والمستشار السابق في رئاسة الجزائر، مبارك مالك سراي، تنفيذ وعد تخلي الجزائري عن استيراد المشتقات النفطية في بداية 2019.
ويضيف سراي: “حسب تقديري أعتقد أنه سيكون مُمكنا في نهاية هذه السنة، حيث تكون المصافي الأربع الموزعة شرق وغرب وجنوب البلاد قد دخلت الخدمة بنسبة مائة بالمئة”.
ويفيد مبارك مالك سراي، بأن مصافي “تيارت (غرب) أرزيو (غرب) سكيكدة (شرق) وحاسي مسعود (جنوب)، ستلبي الحاجة الوطنية بل والمرور إلى التصدير نحو أسواق مجاورة.
ويضيف المتحدث: “لقد شاركت بصفتي خبيرا في اجتماعات طاقوية مع الأوروبيين، والجزائر أقنعت الجانب الأوروبي بقدرتها على تلبية الحاجة الأوروبية من النفط، وهو الأمر نفسه فيما يخص تلبية الحاجة الأوروبية من المواد النفطية المكرّرة”.
ويذكر الخبير الاقتصادي بأن “سوناطراك” وقعت عقودا مع شركات عالمية راسخة في مجال النفط مثل طوطال الفرنسية، مردفا: “سيكون الإنتاج تحت قاعدة 49/51، ليستفيد الطرفان الجزائري والأوروبي”.
“الرهان على أوغوستا”
من جانبه، يقول الخبير النفطي والمدير السابق لـ”سوناطراك”، عبد المجيد عطّار، إن المؤسسة تعوّل على مصفاة أوغوستا التي اشترتها من إيطاليا والموجودة على الأراضي الإيطالية.
ويوضح عطار أنه بالإمكان تحقيق ما صرّح به الرئيس المدير العام لـ”سوناطراك”، إذ “سيكون من السهل نقل النفط من الجزائر مباشرة إلى هذه المصفاة، ويتم تكريره هناك”.
“عمليات صيانة المصافي الأربع الموجودة في الجزائر ستزيد قدرتها على الإنتاج والحصول على مشتقات تكفي السوق الوطنية، وستساهم أيضا في التخلي عن الاستيراد، ومعروف أن 50 بالمائة من النفط يُسترجع على شكل مشتقات، كما أن العملية ستكون أسهل من مصفاة أوغوستا لتسويق هذه المنتجات في السوق الأوروبية”، يضيف المتحدّث.
وختم عطّار حديثه قائلا: “هناك معطيات تجعل قرار التوقف عن استيراد المشتقات النفطية أمرا ممكنا جدا، فمثلا استهلاك الطاقة في الجزائر انخفض، بحسب أرقام وزارة الطاقة، كما تحوّل عدد كبير من السيارات إلى الاشتغال بالغاز بدل البنزين، وفق أرقام رسمية أيضا، كما أن سوناطراك تراهن على عقود مع شركات منها إكسون لولوج سوق التكرير، وهذا ما سيعطي منتجاتها مصداقية أكبر”.