بسبب وفرة الإنتاج… استمرار معاناة منتجي الحوامض بسوس

أثار شريط فيديو يوثق للحظة تخلص أحد الفلاحين من كميات كبيرة من الحوامض “الكليمنتين” ردود أفعال متباينة حول الحادث، حيث قام الفلاح برمي كميات كبيرة من الكليمنتين في إحدى الغابات، وتحويل مجهود سنوات من الاستثمار الى كابوس.
ويتخوف عدد من الفلاحين من إشكالية تسويق الحوامض، خاصة وأن الموسم الفلاحي شهد زيادة إنتاج الحوامض بنسبة 300 في المائة في الخمس السنوات الماضية، إذ ارتفع منتوج الحوامض لمايناهز مليون و250 الف طن.
ويأتي انخفاض اثمان هذا النوع من الحوامض الى استقرار الكميات المصدرة، التي لا تتعدى 350 الف طن، فيما توجه باقي الكميات المنتجة للسوق الداخلية.
وقد أرخت إشكالية تسويق الحوامض بظلالها على وضعية المنتجين، مرة أخرى، في ظل غياب مرافقة من الوزارات المعنية بالتصدير للمنتوج المغربي الموجه للأسواق الاجنبية.
وقد اعتبر مجموعة من الفلاحين في تصريح ل”تليغرام” أن ارتفاع الانتاج في الخمس السنوات لم يؤثر إيجابا على وضعية المنتجين بل زاد من ظهور سلوكيات أثرت سلبا في السنوات الماضية على المنتوج الوطني في الأسواق الاجنبية.
وقد تطرق بعض المنتجين، في اجتماعات رسمية، لهذه الإشكالات في تسريع وثيرة إنتاج البواكر من طرف بعض المصدرين وإغراق الأسواق الداخلية، حيث أنها لا تمتص إلا 50 في المائة من منتوج الحوامض مما يؤثر سلبا على المردودية المالية للفلاحين، بالإضافة إلى مشاكل جمة تتعلق بمجال التسويق من قبيل صعوبة تحديد مسارات التسويق التي يتحكم فيها القطاع غير المهيكل.
وذكرت ذات المصادر أن السعر الذي تسوق به الحوامض يرجع الى وفرة العرض بعد مرور حوالي 5 سنوات من تجديد أغراس الحوامض بتشجيع من الوزارة الوصية، دون وضع سياسة تسويقية تساهم في امتصاص الزيادة الكبيرة في المنتوج.