الرئيس السينغالي:تنمية إفريقيا لا يمكن أن تقوم على المساعدات الدولية وحدها

أكد الرئيس السنغالي ماكي سال، اليوم الخميس بديامنياديو (30 كلم عن دكار) أن تنمية القارة الإفريقية لا يمكن أن تتم عبر اللجوء إلى المساعدات الدولية وحدها، وإنما “بالاعتماد على جهودنا الخاصة”.
جاء ذلك خلال جلسة رؤساء الدول المنعقد في إطار الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي حول إقلاع إفريقيا، التي حضرها، على الخصوص، الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا، ورئيس وزراء ماليزيا، محمد ماهاتير، والوزير الأول الإيفواري، أمادو غون كوليبالي.
وقال ماكي سال إن “تنمية إفريقيا لا يمكن أن تتم بفضل المساعدات الدولية. يتعين أن نعتمد على جهودنا الخاصة وحيوية شراكات متوازنة ومفيدة للأطراف”.
وأبرز الرئيس السنغالي أنه “في إفريقيا، يظل التمويل العمومي المورد الرئيسي عندما يتعلق الأمر بإنجاز المشاريع المهيكلة الكبرى من قبيل الطرق”، معتبرا أن “المعادلة الأولى لتي يتعين حلها هي إيجاد التمويل الضروري من أجل إنجاز البنيات التحية الكبرى”.
ودعا ماكي سال إلى وضع حد للتهرب الضريبي والإفلات من عقوبته. يجب مواجهة التهرب الضريبي والتدفقات غير المشروعة للأموال بشكل حازم”، مشيرا إلى أنه “في كل سنة، يتم تهريب ما بين 40 مليار و80 مليار دولار من القارة”.
وشدد الرئيس السنغالي أيضا على أنه “رغم كل الظروف، فأنا على قناعة تامة بأن ساعة إفريقيا قد حانت. ولاشيء يمكن أن يعرقل مسيرتنا الأكيدة نحو الإقلاع. كسب رهان الإقلاع في متناول أيدينا”.
واعتبر ماكي سال أن “السعي إلى الإقلاع ينبع من رؤية طويلة المدى ومن التزام يحول هذه الرؤية إلى أفعال”، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه إفريقيا كبيرة، ولكن إمكانية رفعها أكبر بالنظر إلى أن القارة غنية بالموارد البشرية والطبيعية”.
من جهته، توقف الوزير الأول الإيفواري عند تجربة بلاده التي اعتمدت مخططا وطنيا لتنمية كوت ديفوار (2016- 2020)، والذي يقوم على تطوير البنيات التحتية والتصنيع، معربا في الوقت ذاته عن الأسف لكون كمية قليلة فقط من المواد الأولية يتم تصنيعها في إفريقيا.
من جهتها، قالت سيغولين روايال، المبعوثة الخاصة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لهذا اللقاء، التحدي المناخي يشكل فرصة بالنسبة للدول الإفريقية.
وقالت روايال التي ترأست مؤتمر (كوب 21) بباريس، إن الخسائر الناجمة عن التغير المناخي ترخي بثقلها على القارة الإفريقية، وذلك ما يتجلى في ظواهر من قبيل تعرية الساحل وانخفاض مستوى الأنهار والتصحر، داعية الدول المتقدمة إلى نقل التكنولوجيا نحو إفريقيا لتتمكن القارة من الولوج لمختلف موارد الطاقة، ولاسيما المتجددة منها.
وينظم المؤتمر الدولي حول إقلاع إفريقيا (17 -19 يناير الجاري) تحت شعار “الإقلاع، القطاع خاص والاندماج”. ويشارك في هذه الدورة التي تنظمها الحكومة السنغالية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بشراكة مع البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، ممثلو مؤسسات دولية ومقاولات وجامعيون وخبراء.
ويشكل هذا المؤتمر رفيع المستوى أرضية للتبادل تهدف أساسا إلى مواكبة ديناميات التحولات الهيكلية في الدول الصاعدة، عبر الارتكاز على تضافر للخبرات والممارسات الجيدة في المجال، وتحفيز نقاشات عميقة من أجل تفعيل أمثل لمخططات الإقلاع.
ويسعى هذا المؤتمر، أساسا، إلى تحيين المعارف حول ديناميات الإقلاع الجارية في إفريقيا، وتعزيز الريادة الجماعية (الدولة، والقطاع الخاص، والساكنة) من أجل تنسيق تدخلات جميع الفاعلين، وتجديد الحوار بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز قدرات الفاعلين، ولاسيما البنيات المكلفة بقيادة مخططات الإقلاع.