أثار إعلان ناشطات سياسيات موريتانيات عن ترشحهن أو رغبتهن في الترشح جدلا في موريتانيا، بين من اعتبر هذا الترشح إضافة نوعية لمجال لطالما ظل حكرا على الرجال في هذا البلد المحافظ، فيما اعتبر البعض الآخر الترشح بمثابة “هدر للوقت والطاقة، باعتبار أن العقلية الذكورية لن تثق إلا في رجل لقيادة موريتانيا”.
نعم.. أستطيع!
من أسماء المترشحات الرسميات اللواتي برزن في موريتانيا هذه الأيام، سهلة بنت أحمد زايد، رئيسة الحزب الوطني للإنماء “حواء” البالغة من العمر 42 سنة والتي اشتهرت بكونها أول امرأة موريتانية أسست حزبا سياسيا في موريتانيا.
وقالت سهلة بنت أحمد زايد، رئيسة الحزب الوطني للإنماء “حواء”، إنها سبق أن ترشحت للانتخابات الرئاسية في سنة 2008، لكن الدستور منعها بسبب سنها الذي لم يتجاوز آنذاك 32 سنة فيما السن المطلوب للترشح هو 40 سنة.
وأكدت سهلة أن المرأة في موريتانيا أثبتت وجودها وجدارتها في المجال السياسي، واستطاعت الوصول إلى مراكز القرار وقيادة الأحزاب السياسية.
وبخصوص حظوظها في الفوز، قالت الناشطة السياسية : “لدي حظوظ كبيرة في الفوز بالكرسي، فأنا أملك الكثير من المميزات التي تجعلني أكثر حظا من المرشحين الرجال”.
وأردفت المتحدثة “أمتلك الشجاعة اللازمة، والقدرة على التدبير ولدي تجربة سياسية، أنا متمرسة أكثر من عدد كبير من الرجال في المجال السياسي”.
وأوضحت زعيمة حزب ‘حواء’ أن “الشعب الموريتاني فقد الثقة في السياسيين الرجال بعدما أبانوا عن فشلهم مرات عديدة بسبب التلاعب والكذب على الشعب و عدم الوفاء بالوعود الانتخابية”.
وبخصوص برنامجها الانتخابي، كشفت القيادية السياسية أنها تملك برنامجا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا قويا “من شأنه أن يغير نمط حياة الشعب الموريتاني ويساهم في تطور موريتانيا لتصبح دولة تنافس أعظم الدول الأفريقية”.
ومن العقبات التي ترجح بنت أحمد زايد، أنها قد تعترض طريقها إلى الكرسي، بعض العقليات التي ما زالت سائدة في موريتانيا “ترفض ترشيح المرأة وتعتبرها ناقصة عقل ودين وليست لها القدرة على قيادة دولة”.
عقلية ذكورية
وترى الناشطة الحقوقية مكفولة منت إبراهيم، أن حظوظ المترشحات الموريتانيات للفوز قليلة جدا وتكاد تكون منعدمة، باعتبار أن المجتمع الموريتاني “مجتمع ذكوري بطبيعته ولا يمكن أن يسمح لأي امرأة بالجلوس على كرسي الرئاسة وأن تسير شؤون البلاد”.
وأوضحت الناشطة الحقوقية، أنه كانت هناك حالات سابقة لمترشحات سنة 2008، غير أن حظوظهن كانت ضئيلة جدا، مشيرة إلى أن المجتمع الموريتاني مجتمع محافظ بطبيعته و متمسك جدا بالإرث الإسلامي ومن هذا المنطلق يختار مرشحه.
وأكدت الناشطة الحقوقية، أن المترشحات الموريتانيات “لا يتلقين الدعم حتى من النساء الموريتانيات أنفسهن”، مشددة على أن المرأة الموريتانية “عدوة أختها ولا تثق في قدراتها السياسية وكفاءتها” وهذا ما يدفع بهن إلى اختيار مرشح رجل.