لماذا أقيل سلال مدير حملة بوتفليقة لرئاسيات الجزائر؟

ويسعى بوتفليقة (81 عاماً)، من خلال هذا التغيير، إلى أن يفوز بفترة رئاسية خامسة، ليحبس أنفاس عشرات الآلاف من المتظاهرين الجزائريين الذين خرجوا للاحتجاج على ترشحه.
لماذا تمت إقالة عبد المالك سلال؟
يخلف عبد الغني زعلان، عبد المالك سلال، حسب مراقبين، بعد الكشف عن تسجيل صوتي تحدث فيه سلال عن إمكانية استخدام السلاح ضد المتظاهرين في الجزائر.
فقد انتشر على مواقع التواصل تسريب لتسجيل حديث خطير دار بين عبد المالك سلال، وعلي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات بخصوص الأوضاع التي تعيشها البلاد، على خلفية الاحتجاجات.
عبد المالك سلال السيرة الذاتية
سياسي جزائري، تكنوقراطي قبل أن ينتمي عام 2015 إلى حزب جبهة التحرير الوطني، يعد من المقربين إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حيث أشرف على إدارة حملاته الانتخابية خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة.
وُلد عبد المالك سلال في الأول من غشت 1948، بولاية قسنطينة (شرق الجزائر)، وينحدر من عائلة أمازيغية من ولاية بجاية، وله 12 من الإخوة والأخوات.
ودرس في قسنطينة ونال شهادة البكالوريوس من ثانوية رضا حوحو، ثم انتقل إلى كلية الطب في قسنطينة.
لكنه تركها والتحق بالمدرسة الوطنية للإدارة التي أُنشئت وقتها في الجزائر. وبعد 4 سنوات من الدارسة، حصل سلال على شهادة المدرسة الوطنية للإدارة (قسم الدبلوماسية) عام 1974.
ويوصف عبد المالك سلال بأنه تكنوقراطي، وكانت له علاقات طيبة مع مختلف القوى السياسية في البلاد.
وفي عام 2015، عُيِّن مع وزراء آخرين في حكومته أعضاء باللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني.
كما شغل سلال خلال مسيرته المهنية عدّة مناصب في الجهاز الإداري الجزائري منذ تخرجه عام 1974.
فقد عمل متصرفاً إدارياً في ولاية قالمة ثم رئيس الديوان، وفي عام 1976 أصبح مستشاراً لوزير التعليم الابتدائي والثانوي.
كما شغل سلال منصب الوالي لعدة ولايات في الجزائر، أبرزها وهران وبومرداس وسيدي بلعباس والأغواط، ثم عُيِّن عام 1989 والياً خارج الإطار بوزارة الداخلية.
والتحق سلال عام 1994 بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بصفته مديراً عاماً للموارد ورئيساً للديوان، ثم عُيِّن عام 1996 سفيراً للجزائر لدى المجر.
وعاد سلال إلى الجزائر، ليشغل عام 1998 منصب وزير الداخلية والجماعات المحلية والبيئة.
ثم تولى لاحقاً وزارات الشباب والرياضة (1999ـ2001)، والأشغال العمومية (2001ـ2002)، والنقل (2002ـ2004) والموارد المائية (2010-2012).
وفي سبتمبر/أيلول 2012، عُيَّن سلال بمنصب الوزير الأول خلفاً لأحمد أويحيى، واستمر في منصبه حتى 2014، ثم جدد له الرئيس بوتفليقة، ليبقى في المنصب نفسه إلى صيف 2017.
التجربة السياسية
يعد سلال من الوجوه السياسية المقربة من الرئيس بوتفليقة، فقد كُلِّف تنظيم الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 1999، التي أوصلت بوتفليقة إلى الحكم بالجزائر.
وفي عام 2004، اختير ليكون مديراً لحملته الانتخابية، وكذلك كان الشأن أيضاً في عام 2009.
وبعد تعيينه في منصب الوزير الأول عام 2012، كُلف سلال مهمة تحقيق الاستقرار الاجتماعي بالجزائر، خاصة في ظل ثورات الربيع العربي.
كما كُلف سلال مرة أخرى عام 2014 مهمة إدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة خلال ترشحه لولاية رئاسية رابعة.
حيث استقال من منصب الوزير الأول في مارس/آذار 2014، وبعد إعادة انتخاب بوتفليقة أُعيد سلال إلى منصب الوزير الأول.
وفي ظل مرض الرئيس بوتفليقة مثّل سلال بلادَه في كثير من المناسبات الدولية، وضمن هذا الإطار استقبله مع زوجته الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بالبيت الأبيض في 5 غشت 2014.
كما يُعرف عن الوزير الأول الجزائري أنه كثير المزاح، وهو ما جلب إليه انتقادات واسعة في مناسبات عديدة، تطالبه بضرورة التحلي بروح المسؤولية، وعدم إطلاق العنان للسانه.
وكان اعتذر في مارس 2014، عندما كان مديراً لحملة بوتفليقة، عن مزحة أطلقها تضمنت عبارات مهينة بحق أمازيغ الأوراس، وتسببت في موجة غضب عارمة دفعت المواطنين للنزول إلى الشارع؛ للاحتجاج في بعض المحافظات.
من هو عبد الغني زعلان المدير الجديد لحملة عبد العزيز بوتفليقة؟
وُلد عبد الغني زعلان في سنة 1964، بمدينة سوق أهراس، وتخرج في المدرسة الوطنية للإدارة.
كما حصل على دراسات عليا بالإدارة والتنمية، وماجستير في التنمية سنة 2007، عدا ذلك فهو حاصل على شهادات عليا في عدة تخصصات.
تقلّد عدة مناصب في الحكومة
تقلد عبد الغني زعلان منصب وزير لوزارة النقل، كما تقلد عدة مناصب، منها رئيس الديوان بولاية سوق أهراس، ورئيس عدة دوائر، وأمين عام ببعض الولايات مثل تبسة وباتنة.
ويعد مدير حملة بوتفليقة الجديد أحد الإطارات الشابة في السلطة الجزائرية.