قصص شباب تحولوا من فقراء إلى أغنى أغنياء العالم

هناك عدد لا بأس به من الشباب أثبتوا في وقت قصير قدرتهم على تغيير الواقع وتحولوا في زمن قياسي من قاع الفقر إلى قمة الغنى، وطبعا لم يكن الامر سهلا فقد قابلتهم عوائق وصعاب لكنهم تغلبوا عليها وجعلت منهم رجالا مميزين في المستقبل، ومن أهم هؤلاء الشباب.
جان كوم مؤسس الواتس
هذا الرجل مثال حي للشاب المكافح فقد ولد بقرية فقيرة فى كييف بأوكرانيا وكان طفلا وحيدا لأسرة يهودية، وهاجر مع أمه إلى أمريكا عندما ساء الوضع الاقتصادي للغاية في بلاده عام 1992 على أمل أن يجد فرصة أفضل للعيش، اضطر للعمل كعامل نظافة، لينفق على تعليمه فكان يحب دراسة البرمجيات ولم يكن يملك مالًا كافيًا لشراء الكتب اللازمة لذلك فكان يستعيرها أو يستأجرها.
ظل يكافح وحيدا حتى أتم تعليمه وعمل كمهندس برمجيات فى شركة ياهو، ولم يكن راضيًا عن العمل به، وتقدم بطلب للعمل فى فيس بوك وتم رفضه، وأثناء بحثه عن أفكار جديدة لمساعدة الناس كان هو وصديقه براين اكتون يتحدثان عن التكلفة المرتفعة للمحادثات الهاتفية وكيف أن الإنترنت يمكن أن يسهل الأمور كثيرا على الناس ومن هنا ولدت فكرة تطبيق الواتس آب، حيث كان فى البداية مقتصرًا على الآيفون، ثم وصل إلى الأندرويد وزاد مستوى الطلب على الواتس آب حتى عرض فيس بوك الذي رفض يوما تعيين جان وصديقه كموظفين عليهم 19 مليار دولار لشراء الواتس آب وتمت الصفقة بالفعل عام 2014، وأصبح جان الصبي الفقير من أغنى أغنياء العالم فى زمن قياسي.
جاك ما مؤسس مجموعة علي بابا
فى بداية حياته كان فاشلا بمقياس الكثيرين، فقد فشل مرتين بامتحانات القبول بالكلية وفشل ثلاث مرات بامتحانات المدرسة الثانوية، وعندما تخرج حاول التقدم لعدة وظائف فشل فيها جميعا، حتى أن سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة عندما فتحت بالصين لأول مرة تقدم للعمل بها عدد كبير من الصينيين وتقدم جاك ما للعمل بها مع 23 شخصا آخرين قبلوا جميعا ما عدا جاك الوحيد الذي تم رفضه.
أهم ما يميز شخصية جاك رغم مرات فشله الكثيرة هو المثابرة والإصرار على النجاح فهو لم ييأس أبدا ورغم اسقراره أخيرا على وظيفة مدرس لغة انجليزية بمرتب ضئيل في إحدى المدارس الحكومية، إلا أن هذا لم يثبط عزيمته ولم يثنيه عن تحقيق حلمه بالثراء، وعندما زار الولايات المتحدة لأول مرة تعرف من خلال أصدقاء له على الإنترنت وكيف أنه يفتح أبوابا جديدة للتجارة ووجد فيه فرصة عظيمة للاستثمار والتجارة.
ورغم عدم معرفته أي شيء عن البرمجيات أو علوم الحاسب إلا أنه كان متحمسا جدا للعودة وتقديم الفكرة لأصدقائه بالصين وبالفعل لاقى الأمر قبولا عند الصينيين، وبالطبع لم يكن خاليا من العقبات فهو يحكي أن أول مرة دعى أصدقاؤه لمشاهدة الإنترنت استغرق الأمر ثلاث ساعات كاملة لكنهم احتفلوا وكانوا سعداء وكان هو فخورا بما قدمه لهم واليوم يعتبر جاك ما مليارديرا كبيرا بالصين ومن الأشخاص المميزين الذين ظهروا على غلاف التايمز والفوربس الأمريكية وهو صاحب المقولة للشهيرة لا تستسلم أبدا.
رايموند البرت كروك
هو المدير التنفيذي لمطاعم ماكدونالد ثم المالك بعد ذلك لسلسة المطاعم الشهيرة على مستوى العالم ويختلف هذا الملياردير عن سابقيه في أنه لم يحقق نجاحا يذكر فى شبابه بل كان يتنقل من شغف إلى شغف ومن بائع أكواب ورقية إلى عازف بيانو وجاز ودي جيه بالراديو إلى أن عمل في أحد المطاعم بنظام الإقامة ليتعلم أعمال المطعم وفي النهاية انتهى به الحال كبائع ماكينات الميلك تشيك متجول، يسافر بها عبر البلاد ونظرا لتواجده فترات طويلة خارج المنزل وطبيعة عمله كان يتناول الكثير من الوجبات السريعة من المطاعم الموجودة على الطريق.
كان يلاحظ سوء الخدمة فى هذه المطاعم وطول مدة انتظار الطعام وفي النهاية قد لا تحصل على ما طلبت أصلا إلى أن صادف وتناول طعامه مرة من مطعم ماكدونالد الذي أسسه الأخوان ماكدونالدز ولاحظ اختفاء جميع المشاكل السابقة فلا يوجد طوابيرانتظار طويلة ولا تأخير فى الطلب ولا خلط بين الطلبات ولا طعام بارد ولا زحام. آثار الأمر فضوله حتى أخذ جولة مع الأخوين ماكدونالدز داخل المطعم وشرحا له طريقة العمل وهنا رأى راي فرصة كبيرة فى هذا المطعم ودخل شريكا مع الأخوين وبدأ يتوسع في الولايات الأمريكية المختلفة ثم اشترى بعد ذلك نصيب الأخوين ما كدونالدز وأصبح صاحب سلسلة المطاعم الأكبر على مستوى العالم فى ذلك الوقت ولكن أهم ما يميز راي، أنه بدأ مشواره مع ماكدونالدز بعدما بلغ عمره أربعة وخمسون عاما، فالرجل حتى بعدما تجاوز الخمسين عاما لم يفقد الأمل فى الثراء وظل يثابر ويحاول حتى حقق حلمه ومات عن عمر يناهز السبعة وسبعين عاما.